إن كنت تهتم بالصحة الطبيعية، ستجد الإحصاءات مريرة في الواقع. إذ يتم كل سنة تشخيص مليون حالة حصى مرارة في الولايات المتحدة، تضاف إلى 20 مليون إصابة سابقة. ويخضع سنويا 500.000 شخص لجراحة استئصال المرارة. إذ تعتبر الجراحة “الحل” الأكثر فاعلية المتوفر لدى الطب التقليدي.
ولكن استنادا إلى مزاولي الطب البديل، فإن معظم هذه العمليات – ربما 85 بالمئة منها – لا ضرورة لها. وبإمكان المرضى تحقيق النتائج نفسها (من دون ألم ومن دون المجازفة بإتلاف المرارة والكبد والبنكرياس) بواسطة العلاجات البديلة، برأي مارك ستانغلر، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في سان دييغو.
ويقول: “حوالى 15 بالمئة من الأشخاص الذين يثبت التشخيص إصابتهم بحصى المرارة يحتاجون إلى الجراحة لكون الحصى كبيرة الحجم وخطيرة على صحتهم. أما نسبة الـ 85 بالمئة الباقية – أي الحالات التي تكون فيها الحصى صغيرة إلى متوسطة الحجم – فيمكن منع نوبات حصى المرارة أو مضاعفاتها بواسطة التغييرات الغذائية والأعشاب والمكملات الغذائية”.
ولتفهم كيفية عمل العلاجات البيتية البديلة، إليك بعض التفاصيل عن طبيعة المرارة. فهذا العضو الشبيه بالإجاصة مسؤول عن تخزين الصفراء، وهو سائل يفرزه الكبد لهضم الدهون. ولكن حين تصبح الصفراء شديدة التركز أثناء مكوثها في المرارة، تتكون حصى صلبة شبيهة بالبلورات. (وتتكون 80 بالمئة من الحصى من الكولسترول، بينما تتألف نسبة العشرين بالمئة الباقية من أملاح الكالسيوم وصباغ البيليروبين أو حمرة المرّة). ويعتبر زائدو الوزن أكثر عرضة للإصابة بحصى المرارة من الأشخاص الهزيلين. والواقع أن الجسم ينتج 10 ملغ من الكولسترول لكل 454 غ من الدهون فيه.
ومن شأن الحصاة أن تكون بحجم حبة من الرمل أو تكبر لتصبح بحجم كرة غولف، ويتراوح عددها بين حصاة واحدة أو آلاف منها. وقد تسبب الحصى تهيجا والتهابا في مجاري المرارة (وهي الأقنية التي تربط بين المرارة والمعى الدقيق)، مؤدية إلى ألم حاد يعرف بنوبة المرارة.
ويشير د. ستانغلر قائلا: “لا يمكن للعلاجات البديلة أن تذيب حصى المرارة، ولكنها تستطيع منع حجم الحصى من التزايد، ووقاية مجاري المرارة من الالتهاب. وبفضل العلاجات البديلة، لن تعاني على الأرجح من الألم ولن تضطر إلى إجراء جراحة”.
في كثير من الأحيان تبقى حصى المرارة صامتة، بمعنى أنها تكون موجودة من دون أن تسبب أعراضا أو مشاكل. أما نوبات المرارة فهي مختلفة. فإن عانيت من ألم حاد ومتواصل في أعلى البطن – خاصة من الجانب الأيمن تحت الأضلاع – يتزايد بسرعة ويدوم لما بين 30 دقيقة وعدة ساعات، عليك رؤية الطبيب فورا. (ويعاني بعض الأشخاص المصابين بنوبات مرارة من الألم بين عظم الكتفين أو تحت الكتف الأيمن، وقد يصابون بالغثيان أو التقيؤ).
ومن شأن حصى المرارة الكبيرة الحجم أن تسبب أعراضا خطيرة إن لم يتلقّ المريض عناية طبية. وقد يخضع لفحص بالصوت ما فوق السمعي لتشخيص الحصى، وقد يحتاج إلى الجراحة لاستئصال المرارة.
فإن سبق وأثبت التشخيص وجود حصى في مرارتك، اقصد الطبيب على الفور إن عانيت من تعرق، رعشات برد، انخفاض في الحرارة، غثيان وتقيؤ، براز بلون الوحل، يرقان (اصفرار في الجلد أو في بياض العينين). إذ تشير تلك الأعراض إلى انسداد في مجرى المرارة، وتلك حالة طارئة.
غذاء قليل الدهون: يمنع تركز الصفراء
إن الدهون المشبعة الموجودة في مستخرجات الألبان واللحوم والسمنة النباتية وزيت جوز الهند وزيت النخيل والزيوت المهدرجة تجعل الصفراء أكثر تركزا، كما تقول إليزابيث ليبسكي، خبيرة تغذية سريرية مجازة في كاواي، هاواي.
والأشخاص الذين يقلصون نسبة الدهون والسكر في غذائهم ويضاعفون في الوقت نفسه مأخوذهم من الألياف قد يتمكنون من إيقاف نوبات حصى المرارة، لأن الصفراء تصبح أقل تركزا، مما يقلص احتمال تكون الحصى.
الأحماض الدهنية: تبقي الحصى صغيرة الحجم
بينما يتحتم على مرضى حصى المرارة الانقطاع عن الدهون، إلا أنهم ينصحون أيضا بزيادة مأخوذهم من الأحماض الدهنية أوميغا – 3 وهو النوع الموجود بكثرة في السمك وزيت بزر الكتان وزيت الزيتون.
والواقع أن جودة الزيت تساعد على تحسين ذوبان الصفراء، مما يوقف نمو الحصى، برأي ليبسكي. وهي تنصح بتناول ملعقة كبيرة إلى اثنتين في اليوم من زيت بزر الكتان، الزيتون، الكانولا، العصفر، الصويا، بزر دوار الشمس، أو الجوز.
الأطعمة الغنية بالألياف: تحمي من زيادة الكولسترول
بما أن معظم حصى المرارة مصنوعة من الكولسترول، من الأهمية بمكان الإكثار من استهلاك الألياف. إذ يساعد هذا الجزء غير القابل للهضم من الخضار والفاكهة والحبوب والبقول والمكسرات والبزور على إزالة فائض الكولسترول من الجسم، كما يشير د. ستانغلر.
وهو يوصي بتناول خمس حصص من الفاكهة والخضار يوميا والإكثار من الأطعمة المرتكزة على الحبوب الكاملة، كرقائق الحبوب الغنية بالألياف، والبقول.
غسل المرارة
عند وجود حصى صغيرة في المرارة، ثمة طرق لغسل المرارة وإخراج الحصى منها، كما تقول تيريزا ريسبولي، دكتورة في الفلسفة، خبيرة مجازة في التغذية وفي الوخز بالإبر في أغورا هيلز، كاليفورنيا. وإليك كيفية ذلك.
• قبل حوالى ساعة من وقت النوم، امزج ¼ فنجان من زيت الزيتون مع ¼ فنجان من عصير الليمون الحامض الطازج واشرب المزيج. ثم تناول العشبة المقدسة، أو الكاسكارا ساغرادا، وهي عشبة مسهّلة، وفقا للتعليمات على الوصفة.
• تمدد على جانبك الأيمن لمدة 30 دقيقة، ثم اذهب إلى النوم.
• في الصباح، تحقق من وجود حصى خضراء دقيقة في برازك (فقد تجد عشرات منها). وإن رأيت الحصى ستعرف بأن عملية الغسل قد نجحت.
• كرر غسل المرارة ليومين أو ثلاثة أيام أخرى.
حفاظا على سلامتك، عليك أن تستعمل هذا العلاج بموافقة وإشراف مختص، كما تشير د. ريسبولي.
المياه: ابذل جهدا للإكثار من شرب الماء
تميل الصفراء إلى التركز حين يعاني الجسد من التجفاف، كما تشير ليبسكي. ومنعا لذلك، توصي بالإكثار من شرب الماء. وعليك أن تشرب إجمالا ½ أونصة من الماء (15 سم3) لكل باوند (454 غ) من وزنك. فإن كنت تزن 150 باوندا (68 كلغ) مثلا، عليك أن تشرب 75 أونصة (2130 سم3)من الماء.
السكر: كلما قللت منه كان ذلك أفضل
من شأن الإكثار من السكر أن يسبب التهابا في مجاري المرارة، كما يقول د. ستانغلر. لذا فهو يوصي بتجنب السكر المستعمل على الطاولة فضلا عن الحلويات، كالبسكويت والكيك والسكاكر.
عشبة الخرفيش أو شوك مريم MILK THISTLE: تنشط الكبد
لهذه العشبة كما يعتقد دور في تنشيط الكبد وقد تساعد أيضا على خفض مستوى الكولسترول في الصفراء، برأي د. ستانغلر. لذا فإنه يوصي بتناول 600 ملغ يوميا من خلاصة الخرفيش، تحتوي على 70 إلى 80 بالمئة من السيليمارين، وهو المركب الناشط في العشبة.