يحدث الرّداب حين تنتأ مناطق صغيرة في جدار القولون بين أحزمة العضلات التي تحيط بهذا العضو، مكونة جيوبا بحجم حبة البازلاء تدعى بالردوب. ويتمثل الحل الوحيد لهذا المرض بزيادة مأخوذك من الألياف الغذائية.
والألياف هي مادة غير قابلة للهضم موجودة في الأطعمة النباتية، كالحبوب والبقول والفاكهة والخضار التي تساعد القولون على صنع براز لين، كبير الحجم. وبغياب كمية كافية من الألياف لإعطاء التماسك للبراز، يصبح هذا الأخير صغيرا لدرجة تضطر معها العضلات المحيطة بالقولون للعصر بقوة أكبر لطرده خارج الجسد. وهذا ما يسبب ارتفاعا غير طبيعي في الضغط المعوي، ويسبب مع مرور العقود مرض الرّداب.
والواقع أن معظم مرضى الرّداب (حوالى 50 بالمئة من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين الستين والثمانين يعانون منه) لا يصابون بأية أعراض على الإطلاق. غير أن بعضهم قد يعاني من تشنجات مؤلمة في الجزء الأسفل الأيسر من البطن، مصحوبة بانتفاخ وإمساك.
بالتالي فإن زيادة نسبة الألياف في غذائك يساعد على تخفيف الضغط المعوي، مما يقلص من حدة الأعراض أو يوقفها ببساطة.
على كل من أثبت التشخيص الطبي إصابته بمرض الرّداب ويعاني من أعراض متكررة أن يخضع لعناية طبيب مختص بالجهاز الهضمي، كما يؤكد ويليام ب. سالت II، دكتور في الطب، أستاذ طب سريري في كلية الطب والصحة العامة في جامعة ولاية أوهايو في كولومبوس.
اقصد بالتالي الطبيب على الفور إن عانيت من ألم في البطن، ارتفاع في الحرارة، وإمساك (وهي أعراض إنتان)، أو عانيت من نزف مستقيمي لدم أحمر فاتح اللون أو كان البراز أحمر داكنا أو مائلا إلى الاحمرار (وهذا يشير إلى تسبب الردب بانفجار وعاء دموي في القولون). فكلتا الحالتين قد تستلزم الاستشفاء.
وفي أسوأ الأحوال تصاب الردوب بالإنتان، وهي حالة تعرف بالتهاب الردب. ومن شأن هذا الإنتان أن يسبب طيفا من الأعراض، كالألم وارتفاع الحرارة والغثيان والتقيؤ، فضلا عن الارتعاش والتشنج والإمساك.
وفي حال تكرر الإنتان أو أصبت بمضاعفات أخرى، كانسداد الأمعاء بفعل ندوب ناجمة عن الإنتانات المتكررة، قد تحتاج إلى جراحة لاستئصال جزء من القولون.
مكملات الألياف: الطريقة الأسهل لتحصل على كفايتك
أنت بحاجة إلى ما بين 20 و35 غراما من الألياف في اليوم للوقاية من مشاكل الرّداب. والطريقة الأضمن للحصول على هذه الكمية يوما بعد يوم هي باستعمال مكمل للألياف، كما تقول إليزابيث ليبسكي، خبيرة تغذية سريرية مجازة في كاواي، هاواي.
وهي توصي باستعمال مكمل بزر القطونا، مثل Konsyl، لم يضف إليه السكر أو النكهات. ويجب أن يزودك بخمس غرامات على الأقل من الألياف في الملعقة الصغيرة الواحدة.
وبما أن زيادة استهلاك الألياف فجأة قد تسبب الغازات أو الانتفاخ، ابدأ بملعقة صغيرة واحدة من مكمل بزر القطونا في اليوم. امزجها مع كوب سعة 8 أونصات (227 سم3) من الماء أو العصير أو الحليب الخالي من الدسم وتناولها مع إحدى الوجبات، كما تنصح ليبسكي.
استعمل هذه الكمية ليومين، وإن لم تشعر بأية غازات، ضاعف الجرعة إلى ملعقتين صغيرتين في اليوم – واحدة مع الإفطار وأخرى مع الغداء مثلا. انتظر أيضا ليومين، وإن لم تشعر بالانزعاج، ارفع الكمية إلى ملعقة صغيرة واحدة مع كل وجبة. وتناوله دوما ممزوجا بثماني أونصات (227 سم3) على الأقل من السائل.
إن عانيت من انزعاج، استعمل الجرعة السابقة وواظب عليها لأسبوع ثم جرب ثانية. وستتمكن لاحقا من تناول 3 ملاعق صغيرة في اليوم، وسيكون عليك الاستمرار بذلك لمدة غير محدودة.
ولكن ثمة تحذير واحد. فتناول الألياف خلال نوبة التهاب الردب أو بعدها مباشرة من شأنه أن يسبب تفاقم المشكلة. بالتالي، إن أثبت التشخيص إصابتك بالتهاب الردب، لا تستعمل مكملات الألياف إلا بموافقة طبيبك وإشرافه.
الأطعمة الغنية بالألياف: حماية طبيعية للقولون
إن تناول خمس إلى تسع حصص على الأقل من الفاكهة والخضار في اليوم يؤمن كمية كبيرة من الألياف ويمنحك عشرات من المغذيات المتعددة التي تقي من المرض، كالفيتامين ج والبيتا – كاروتين، كما تشير ليبسكي. وهي تنصح أيضا بإضافة كثير من الحبوب والبقول الغنية بالألياف في غذائك.
ولتعزيز مأخوذك فعلا من الألياف، اقرأ ملصقات رقائق الحبوب المخصصة للإفطار واختر منها ما يزودك بحوالى 12 غراما من الألياف في الحصة الواحدة. “بهذه الطريقة يمكنك أن تحصل على نصف مأخوذك من الألياف لليوم الواحد عبر وجبة واحدة”، كما تقول.
MSM: يعيد المرونة إلى الجدار المعوي
فيما تعتبر الألياف أهم عامل شفاء للرداب، إلا أنها ليست الوحيد. إذ يزداد خطر تكون الردوب حين تفقد جدران القولون مرونتها الطبيعية، كما تقول تيريزا ريسبولي، دكتورة في الفلسفة، خبيرة مجازة في التغذية وفي الوخز بالإبر في أغورا هيلز، كاليفورنيا.
ولإعادة المرونة إلى الأمعاء، مما سيمنع تكون ردوب جديدة وتفاقم الردوب الموجودة أصلا، تنصح د. ريسبولي بتناول جرعة يومية مقدارها 1000 ملغ من مكمل الميثيل سولفونيل ميثان methylsulfonylmethane أو MSM. فهو يحتوي على نسبة مرتفعة من الكبريت الذي يساعد على إصلاح الأنسجة المعوية التالفة وعلاجها. وعلى كل من هو معرض للالتهاب الردب أن يستعمل MSM إلى ما لا نهاية، كما تشير.
وتنصح أيضا بتناول 100 ملغ من الفيتامين ج على الأقل يوميا لأنه يزيد من فاعلية المكمل.
الدردار الزلق Slippery Elm: يريح الجهاز الهضمي
برأي أندرو غاديرت، عضو في نقابة أطباء الأعشاب الأميركيين ومدير عيادة غيت ويل (Get Well Clinic) في أوكلاند، كاليفورنيا، تساعد عشبة الدردار الزلق على تقوية الجهاز الهضمي وتسكينه على السواء، مما يساهم في منع أعراض الرداب. لذا فهو ينصح بتناول 3.000 ملغ من الدردار الزلق يوميا، إما على شكل كبسولات أو مسحوق، إلى أن تزول الأعراض.
صادق البكتيريا
عندما تلتهب جيوب في الأمعاء، ما يعرف بالتهاب الردب، يحتاج المصاب إلى علاج بالمضادات الحيوية. ويعتقد مزاولو الطب البديل أنه بالإمكان مضاعفة مفعول العلاج بتناول مساعد حيوي على شكل مكمل من البكتيريا القولونية الودودة للمساعدة على محاربة الإنتان وحماية المريض من إصابات أخرى، كما تقول إليزابيث ليبسكي، خبيرة تغذية سريرية مجازة في كاواي، هاواي.
وهي تنصح باستعمال مساعد حيوي على شكل مكمل يحتوي على مليار وحدة دولية على الأقل من البكتيريا المحبة للحمض أو غيرها من البكتيريا المفيدة، كالبكتيريا المشقوقة، البولغاريكوس (bulgaricus)، الجبنية، الأخمصية، روتيري (reuteri)، ساليفاروس (salivarius)، برازية (faecium)، أو أليفة الحرارة. والبكتيريا قابلة للفساد، لذا، ابتع مكملات مجففة بالتجليد و/أو مبردة في المتجر. وعليك أن تبردها دوما في البيت.
وتنصح أثناء النوبة بتناول كبسولة واحدة مرتين أو ثلاث مرات في اليوم إلى أن تزول جميع الأعراض.