صدق أو لا تصدق، ولكن حالات الإسهال المفاجئة قد تكون مفيدة لك. والسبب أنك تناولت على الأرجح شيئا مضرا، كنوع مؤذ من البكتيريا أو الطفيليات، وجسدك يحاول التخلص منه. لهذا السبب، لا يتوجب عليك تناول دواء مضاد للإسهال، موصوفا أو غير موصوف، لأنه سيوقف عملية التنظيف، كما يشير مارك ستانغلر، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في سان دييغو. ويوصي، عوضا عن ذلك، باستخدام علاج بيتي بديل، لا يوقف الإسهال بل يريح الجهاز الهضمي ويسهل عليك تحمل التجربة.
إن كان الإسهال مفاجئا، عليك أن تتصل بالطبيب إن كان البراز أسود أو مختلطا بالدم أو احتوى على مخاط أخضر اللون؛ إن عانيت من ألم شديد في البطن أو من ارتفاع في الحرارة يصل إلى 39 درجة مئوية أو أكثر؛ أو لاحظت إشارات تجفاف (كجفاف الجلد أو الفم، تسارع نبض القلب، ارتباك، ضعف، عطش، أو قلة التبول أو عدمه).
وعليك الاتصال بالطبيب أيضا إن دام الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام (وأبكر من ذلك إن تفاقمت الأعراض). وكن حذرا خصوصا مع الشخص المريض أو الطفل أو المتقدم في السن لأنهم يصابون بالتجفاف بسرعة.
وتحتاج حالات الإسهال المزمن التي تدوم لأكثر من ثلاثة أشهر إلى فحص طبي. فمن شأنها أن تكون ناتجة عن أعراض جانبية لأحد الأدوية أو عن حساسية تجاه الطعام أو إنتان طفيلي أو بكتيري، أو اعتلال الأمعاء الالتهابي أو حتى السرطان.
الدردار الزلق Slippery Elm: يريح الجهاز الهضمي
يعتقد بأن عشبة الدردار الزلق تساعد على تلطيف بطانة القولون الملتهبة، مما يساهم في تهدئة حالة الإسهال، كما تقول ريتا ألكينز، خبيرة أعشاب في أوريم، يوتاه.وأنت بحاجة إلى كميات كبيرة من العشبة لإعطاء المفعول المطلوب، وليس في ذلك مشكلة لأنها آمنة جدا، كما تشير ألكينز.
وأفضل طريقة لاستعمال الدردار الزلق لحالات الإسهال هي بفتح كبسولتين أو ثلاث عيار 370 ملغ ومزج البودرة بالماء لتكوين عجينة هلامية. وعليك تناول ملعقة طعام من العجينة، كما توصي. كما يمكنك مزج البودرة بموزة مسحوقة أو بصلصة التفاح (وكلاهما يساعد على تهدئة الإسهال)، كما تقول ألكينز. وفي حالات الإسهال الحادة التي تطرأ بشكل فجائي، عليك أن تضاعف ثلاث مرات الجرعة الموصى بها على الوصفة، كما تضيف.
المساعدات الحيوية: لموازنة البكتيريا المعوية
يحفل القولون بالبكتيريا المفيدة التي تساعد على هضم الطعام. واستنادا إلى إليزابيث ليبسكي، خبيرة تغذية سريرية مجازة في كاواي، هاواي، من شأن تناول مكمل من هذه البكتيريا، ويدعى مساعد حيوي، أن يساهم في إعادة بيئة القولون إلى طبيعتها وتخفيف الإسهال.
لمضاعفة قوة المكمل وفاعليته، ابحث عن مستحضر مبرد في المتجر ويحتوي على 4 مليارات وحدة على الأقل من بكتيريا أسيدوفيلوس (acidiphilus).
ومن شأن المساعدات الحيوية أن تساعد في حالات الإسهال التي تصيب المسافر. وتوصي ليبسكي بتناول المكملات قبل أسبوع من عطلتك التي ستقضيها في الخارج وأثناءها.
اللباء COLOSTRUM: مساعد من حليب الأم
اللباء هي مادة شبيهة بالحليب تفرزها إناث الثدييات في الساعات الأولى التي تلي الولادة. وهي غنية بالعوامل المعززة للجهاز المناعي، ويعتقد بعض مزاولي الطب البديل أنها تساعد على السيطرة على الإسهال الحاد والمزمن، كما يقول أندرو غاديرت، عضو في نقابة أطباء الأعشاب الأميركيين ومدير عيادة غيت ويل (Get Well Clinic) في أوكلاند، كاليفورنيا. ابحث عن شكل مركز، معقم وغير مسبب للحساسية من اللباء البقري واتبع التعليمات الواردة في الوصفة بخصوص الجرعة، كما ينصح.
العلاج المثلي: لتهدئة الإسهال الخطير
في حالات الإسهال الخطيرة، ثمة علاجان مثليان يساعدان المصاب إلى أن يصل إلى الطبيب، كما يقول د. ستانغلر. جرب الفوسفور إن أخرجت برازا مائيا محرقا وعانيت من العطش الشديد. واستعمل Veratrum إن كان الإسهال عنيفا والبراز رخوا جدا تخالطه مادة مخاطية خضراء.
ولاستعمال أي من العلاجين، ذوب قرصين بقوة 6C تحت لسانك كل 15 دقيقة إلى أن يهدأ الإسهال.
الفحم المنشط: يزيل السموم
“يمثل الفحم المنشط علاجا ممتازا لتخفيف الإسهال الناجم عن التسمم بالأدوية”، برأي تيريزا ريسبولي، دكتورة في الفلسفة، خبيرة مجازة في التغذية وفي الوخز بالإبر في أغورا هيلز، كاليفورنيا. فهو يعمل على جر السموم المسببة للإسهال والناجمة عن البكتيريا إلى خارج الجسد. تناول أربع إلى ست كبسولات عيار 250 ملغ كل ساعتين إلى أن تزول الأعراض، كما تنصح.
وتوصي أيضا بحمل بعض الفحم المنشط حين تسافر خارج بلادك واستعماله عند الإصابة بالإسهال.
وتجدر الإشارة إلى أن الفحم المنشط قد يعيق عملية امتصاص المغذيات أو يضاعف خطر الإصابة بالانسداد المعدي المعوي إن هو استعمل بانتظام على فترة طويلة. ومن شأنه أيضا أن يعيق امتصاص الأدوية الفموية أو المكملات التي تستعملها معه، لذا تناولها على أن تفصل بينها وبين الفحم المنشط ساعتان على الأقل. من ناحية أخرى، قد تسبب الجرعات المرتفعة من الفحم انزعاجا معويا، إسهالا، إمساكا، أو تقيؤا.
علاج الإسهال على المدى البعيد
إن كنت تعاني من الإسهال المزمن، الذي يتواصل لشهور، عليك أن تقصد الطبيب لمعرفة السبب. ولكنك قد ترغب أيضا بتجربة بعض العلاجات البيتية البديلة التي يمكن استعمالها تحت إشراف أحد الأطباء، كما يشير ويليام ب. سالت II، دكتور في الطب، أستاذ طب سريري في كلية الطب والصحة العامة في جامعة ولاية أوهايو في كولومبوس.
مكملات الألياف: تزيد من تماسك البراز
يرى د. سالت أن تناول مكملات الألياف مع الوجبات يساعد كثيرا في حالات الإسهال المزمن لأنه يساهم في جعل البراز أكثر تماسكا. ابحث عن مستحضر يحتوي على بذر القطونا (psyllium)، خال من الصباغ أو الحشوات. وتناول مع كل وجبة ملعقتين صغيرتين ممتلئتين مع كوب سعة 8 أونصات (227 سم3) من الحليب الخالي من الدهن أو الماء أو عصير الفاكهة، كما ينصح.
الكربوهيدرات البسيطة أو المركبة: لكشف الحساسيات
غالبا ما يفتقر مرضى الإسهال إلى الأنزيمات لتحليل ثنائي السكريد والسكر المزدوج اللذين ينتميان إلى الكربوهيدرات البسيطة، كما تشير دانا لاك، خبيرة تغذية في روكفيل، ماريلاند.
وبالنسبة إلى حالات الإسهال المزمن، فإنها تنصح بغذاء تنخفض فيه نسبة ثنائي السكريد ويخلو أو يحد من الأطعمة المحتوية على اللاكتوز (الموجود في منتجات الألبان)، السكروز (السكر المستعمل في المطابخ والموجود في الأطعمة المصنعة)، والمالتوز (الموجود في الحليب المجفف والسكاكر وشراب الذرة). كما عليك أن تتجنب الكحول السكرية المستعملة كمحليات اصطناعية، كالسوربيتول، والتي تساهم في الغازات والإسهال، فضلا عن النشويات، كالذرة والخبز، المعكرونة، وغيرها من منتجات الدقيق.
وفي حال تجنبت هذه الأطعمة أو قلصت مأخوذك منها بشكل ملحوظ لمدة أسبوع أو اثنين أو أكثر، وخف الإسهال أو توقف، تكون قد تعرفت على الأرجح على المواد المسؤولة عن الإسهال في غذائك، وعليك تجنب هذه المأكولات في المستقبل، كما يقول.