لا شك بأن تنظيف الأسنان بانتظام بالفرشاة والخيط من شأنه أن يزيل بعض البكتيريا الفموية التي تسبب عادة النفس الكريه. ولكن العناية الروتينية بالفم ليست كافية للتخلص من رائحة الفم.
ولا تكفي أيضا حبوب النعناع وسوائل المضمضة المصفوفة على رفوف الصيدليات والمتاجر. فأقصى ما تفعله هو تغطية المشكلة. لا بل إن السكر الموجود في حبوب النعناع والكحول في غسول الفم يجعلانهما غير صحيين لعلاج رائحة الفم.
هنا تأتي فائدة العلاجات الطبيعية. وأفضلها قد لا يتواجد لدى الصيدليات، بالرغم من أنها قد تباع لدى معظم متاجر الأطعمة الصحية، ألا وهي كاشطة اللسان.
ينتج النفس الكريه المزمن عن أنواع عديدة ومختلفة من الأمراض، كالسرطان والفشل الكلوي والسكري. فإن كنت تعاني من مشكلة النفس الكريه بصورة مزمنة، استشر طبيبا مختصا.
فمن شأن مشاكل الأسنان، بدءا من تيجان الأسنان وأطقم الأسنان الاصطناعية غير الملائمة إلى الحشوات المكسورة أن تسبب نفسا كريها أيضا. فإن كنت لا تعاني من مرض خطير ولم تفلح العلاجات المنزلية في مساعدتك على التخلص منه، قم بإصلاح المشكلة لدى طبيب أسنان.
كشط اللسان: حل ممتاز للبكتيريا
يقول مايكل أولمستيد، دكتور في جراحة الأسنان، طبيب أسنان مختص في مقدرة التعايش مع الأنسجة الحية في ديل مار، كاليفورنيا، أن كثيرا من البكتيريا المسببة للرائحة (وربما بعض جزيئات الطعام المتحللة الكريهة الرائحة) تختبئ في زوايا وشقوق الحليمات، وهي سويقات مجهرية تشبه نباتات الفطر تكسو سطح اللسان.
ويقول: “تنظيف الأسنان بالفرشاة لا يزيل هذه البكتيريا والجزيئات عن اللسان”، بل عليك كشطها. وكاشطة اللسان هي أفضل أداة لذلك، وهي عبارة عن جهاز معدني عادة على شكل U، تمسكه من طرفيه وتجره بلطف على لسانك.
ويشير: “يعتمد معظم الناس على كشط اللسان لتجنب النفس الكريه. وقد قاموا بذلك لآلاف السنين”. وإليك كيفية القيام بذلك.
هدفك هو إزالة المادة اللزجة البيضاء أو البنية أو البرتقالية الموجودة على اللسان. من أجل ذلك، اكشط سطح اللسان وجانبيه، باستثناء الجهة السفلية، من الخلف إلى الأمام. واكشط المنطقة نفسها أكثر من مرة عند الضرورة. ابدأ من أبعد نقطة في مؤخر اللسان من دون أن تسبب التقيؤ لأن الحليمات الأطول موجودة في مؤخر اللسان وهي تخبئ معظم البكتيريا وجزيئات الطعام المسببة للرائحة. اكشط لسانك كلما نظفت أسنانك بالفرشاة.
وفي طب الأيورفيدا، وهو نظام علاج طبيعي قديم من الهند، فإن أفضل كاشطات اللسان المستعملة لإزالة الأجسام والجزئيات المسببة للرائحة، هي تلك المصنوعة من الفضة.
فمعدن الفضة يحرر أيونات تقتل البكتيريا الموجودة على اللسان. واستنادا إلى علم الأيورفيدا، فإن الفضة تقلص البيتا وهي عامل مدفئ للجسد من شأنه أن يساهم في تفاقم مشكلة النفس الكريه.
وإن كانت الفضة قوية الطعم بالنسبة إليك، جرب النحاس. فبالنسبة إلى الأيورفيدا، تساعد كاشطة النحاس على تنظيف اللسان وتضبط براعم الذوق، مما يساعدك على التمتع بالأطعمة الصحية الطبيعية أكثر من قبل. إن الأطعمة الصحية تساهم في منع المشاكل المعوية، التي تشكل سببا آخر للنفس الكريه.
وإن لم ترغب بالإنفاق لشراء كاشطة لسان، استعمل ملعقة عوضا عن ذلك، واكشط لسانك بطرفها. ولكن احرص على ألا يكون الطرف حادا، ولا تستعمل الملعقة لأي غرض آخر.
العلاج المثلي:لزيادة الانتعاش
إن كان اللسان يحمل طبقة سميكة من البكتيريا، استعمل، فضلا عن الكشط، علاجا مثليا يعرف باسم Mercurius vivus. إذ يساعد هذا العلاج على تخفيف إفراز اللعاب الزائد، مما يحد من زيادة الطبقة المسببة لرائحة الفم. تناول قرصين من مستحضر بقوة 30X في اليوم حتى تحسن الأعراض، أو لمدة عشرة أيام.
الكلوروفيل: بديل أخضر
قد تنتج رائحة الفم عن مجموعة من المشاكل الهضمية في المعدة والأمعاء. وفي كثير من هذه حالات، لا يتم هضم الطعام بشكل سليم، فتتصاعد أبخرة الطعام غير المهضوم إلى الفم (وخارجه).
وليس من السهل دوما حل المشاكل الهضمية، ولكن لا يعني ذلك أنك ستضطر إلى تحمل مشكلة النفس الكريه أثناء ذلك. بل يمكنك إزالة رائحة القناة الهضمية بالكلوروفيل، وهي المادة الكيميائية نفسها التي تخضر الأوراق. فعند استيقاظك صباحا، تناول ثلاثة كبسولات أو أقراص من الكلوروفيل على معدة خاوية. ثم تناول ثلاثة أخرى قبل أو بعد كل وجبة. (ويسبب الاستعمال المنتظم للكلوروفيل اخضرار البراز، وهو تأثير جانبي غير اعتيادي ولكنه غير مؤذ).
الفحم المنشط: محلي طبيعي للنفس
هو مكمل آخر ينظف الجوف ويحلي النفس. ويوصى بتناول كبسولة واحدة في اليوم حتى زوال المشكلة. وإن لم تلاحظ أي تحسن بعد 10 أيام، استشر طبيب أسنانك.
الأنزيمات الهضمية: تحلل النفس الكريه
ومن الأسباب المحتملة الأخرى لسوء الهضم (والنفس الكريه) هو نقص الأنزيمات الهضمية، وهي الكيميائيات الخاصة التي تحلل الطعام في الأمعاء. ولكن، يمكنك استبدال الأنزيمات المفقودة بمكمل أنزيمي.
ويوصى باستعمال كبسولات من الجيلاتين تحتوي على أربعة من أهم الأنزيمات الهضمية: البروتيز (للبروتين) والأميلاز والسيلولاز (للكربوهيدرات) والليباز (للدهون).
ولكن لا تبتلع الكبسولات. فمن الممكن أن لا تكون قدرتك على الهضم قوية بما يكفي لإذابتها. عوضا عن ذلك، افتح كبسولة قبل كل وجبة وأفرغ محتواها في كوب ماء سعة 4 أونصات (113.6 سم3)، ثم حركها جيدا واشربها. اتبع هذا النظام حتى تحسن الأعراض.
الأعشاب: أربعة أعشاب تنعش النفس
الزنجبيل، الكزبرة، الكمون والشمرة هي أربعة أعشاب شائعة الاستعمال تعمل على إزالة رائحة الجهاز الهضمي. ولمضاعفة الفاعلية، ينصح بفتح كبسولة جيلاتين من كل عشبة وإفراغ محتواها في ملعقة طعام وتناوله مع قليل من الماء بعد كل وجبة.