من فضائل أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها
=================================
هي هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية،
أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها مشهورة بكنيتها معروفة باسمها
وكان أبوها يلقب زاد الركب لأنه كان أحد أجواد قريش
فكان إذا سافر لم يحمل أحد معه من رفقته زاداً بل هو كان يكفيهم.
وكانت تحت أبي سلمة بن عبد الأسد وهو ابن عمها،
وهاجرت معه إلى الحبشة ثم هاجرت إلى المدينة.
فيقال: أنها أول ظعينة دخلت إلى المدينة مهاجرة .
ولما مات زوجها خطبها النبي صلى الله عليه وسلم
ودخل بها سنة أربع من الهجرة وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسباً،
وكانت وفاتها رضي الله عنها سنة إحدى وستين للهجرة .
من فضائلها نزول بعض آيات القرآن فيها :
كانت أمُّ سلمة -رضي الله عنها- سببًا مباشرًا لنزول بعض الآيات الكريمة من القرآن الكريم؛
فعن مجاهد قال: قالت أمُّ سلمة: يا رسول الله، تغزو الرجال ولا نغزو،
وإنما لنا نصف الميراث. فنزلت:
{ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ
لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ
وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } [النساء: 32]،
عن عبد الرحمن بن شيبة قال : سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول :
قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال ؟
ونزلت: { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ...} [الأحزاب: 35]
عن سلمة ، رجل من آل أم سلمة ، قال : قالت أم سلمة : يا رسول الله ،
لا نسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء ؟
فأنزل الله [ عز وجل ]
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ
بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ .. } آل عمران :195 .
وقالت الأنصار : هي أول ظعينة قدمت علينا .
موقف أم سلمة يوم الحديبية:
قال المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم :
(( لما فَرَغَ مِن قضيةِ الكتابِ ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأصحابِه :
قوموا فانحَرُوا ثم احْلِقُوا . قال : فواللهِ، ما قام منهم رجلٌ حتى قال ذلك ثلاثَ مراتٍ ،
فلما لم يَقُمْ منهم أحدٌ دخَلَ على أمِّ سَلَمَةَ ، فذَكَرَ لها ما لَقِيَ مِن الناسِ ،
فقالت أمُّ سَلَمَةَ : يانبيَّ اللهِ ، أَتَحُبُّ ذلك ، اخرُجْ لا تُكَلِّمْ أحدًا منهم كلمةً ،
حتى تَنْحَرَ بُدْنَك ، وتَدْعُوَ حالقَك فيَحْلِقَكَ .
فخَرَجَ فلم يُكَلِّمْ أحدًا منهم حتى فعَلَ ذلك ، نحَرَ بُدْنَه ، ودعا حالقَه فحَلَقَه ،
فلما رأَوْا ذلك قاموا فنَحَرُوا وجعَلَ بعضُهم يَحْلِقُ بعضًا ،
حتى كاد بعضُهم يُقْتَلُ غمًّا )) رواه البخاري
قال ابن حجر: وإشارتها على النبي يوم الحديبية تدلُّ على وفور عقلها وصواب رأيه
وقد وردت أحاديث في مناقبها منها :
ما رواه مسلم بإسناده إلى أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(( ما من عبد مسلم تصيبه مصيبة فيقول:
ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها
إلا أخلف الله له خيراً منها قالت: فلما مات أبو سلمة قلت:
أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت:
أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت:
إن لي بنتاً وأنا غيور فقال :
أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله أن يذهب الغيرة )) .
ومن مناقبها ما شرفت به رضي الله عنها من رؤية جبريل عليه السلام
في صورة دحية بن خليفة الكلبي: فقد روى الشيخان بإسنادهما
عن معتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت أبي عن أبي عثمان قال:
(( أنبئت أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة فجعل يتحدث
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: من هذا؟ أو كما قال.
قالت: هذا دحية فلما قام قالت: والله ما حسبته إلا إياه
حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل. أو كما قال.
قال أبي: قلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا؟ قال: من أسامة بن زيد )) متفق عليه .
قال النووي: ( قوله إن أم سلمة رأت جبريل في صورة دحية:
هو – بفتح الدال وكسرها – وفيه منقبة لأم سلمة رضي الله عنها.
وفيه جواز رؤية البشر الملائكة ووقوع ذلك ويرونهم على صورة الآدميين
لأنهم لا يقدرون على رؤيتهم على صورهم ،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرى جبريل على صورة دحية غالباً ،
ورآه مرتين على صورته الأصلية) شرح صحيح مسلم.
رضي الله عنها وأرضاها.