الــبَـــغَـــــوِيُّ
هُـــوَ: الحُسَيْنُ بْنُ مَسْعُوْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ بنِ الفَرَّاءِ البَغَوِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ، الشَّافِعِيُّ المَذْهَبِ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، المُفَسِّرُ، الفَقِيْهُ، المُجْتَهِدُ، مُحْيِي السُّنَّةِ.
مَـوْلــِدُهُ: وُلِدَ فِي قَرْيَةِ بَغَا بِخُرَاسَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وثَلاَثِينَ وأَربَعِمَائَةٍ (436 هــ).
كَانَ البَغَوِيُّ يُلَقَّبُ بِمُحْيِي السُّنَّةِ، وكَانَ سَيِّداً إِمَاماً، عَالِماً علاَّمَة، زَاهِداً قَانِعاً بِاليَسِيْرِ، كَانَ يَأْكُلُ الخُبُزَ وَحْدَه، فَعُذِلَ فِي ذَلِكَ، فَصَارَ يَأْتَدِمُ بزَيْت، وقَد بُورِكَ لَهُ فِي تَصَانِيْفه، ورُزِقَ فِيْهَا القبولَ التَّام، لِحُسن قَصدِهِ، وَصِدقِ نِيَّتِهِ، وتنَافس العُلَمَاءُ فِي تَحصيلهَا، وكَانَ لاَ يُلقِي الدّرسَ إِلاَّ عَلَى طهَارَةٍ، وَكَانَ مقتصداً فِي لِبَاسه، لَهُ ثَوْب خَام، وَعِمَامَةٌ صغِيرَة، ولَهُ القدمُ الرَّاسِخُ فِي التَّفْسِيْرِ، والبَاعُ المَدِيد فِي الفِقْهِ.
أَشْـهَــرُ تَـصَـانِـيـفِــهِ: (مَعَالِم التَّنْزِيل) فِي التَّفْسِير، وَ (شَرْح السُّنَّةِ) فِي الحَدِيثِ، وَ (التَّهْذِيب) فِي الفِقْهِ، وَ (المصَابِيح)، وَ (الجَمْع بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ)، وَ (الأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً).
قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:
- قَالَ التَّاجُ السُّبْكِيُّ: كَانَ إِمَامًا جَلِيلًا وَرِعًا زَاهِدًا فَقِيهًا مُحَدِّثًا مُفَسِرًا، جَامِعًا بَيْنَ العِلْمِ والعَمَلِ.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، حَافِظٌ، مُجْتَهِدٌ؛ كَانَ إِمَاماً فِي التَّفْسِيرِ، إِمَاماً فِي الحَدِيثِ، إِمَاماً فِي الفِقْهِ.
- وقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ بَحْراً فِي العُلُومِ.
- وقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ الحَنْبَلِيُّ: حَافِظٌ، إِمَامٌ مِنَ الأَئِمَّةِ.
- وقَالَ ابْنُ السَّاعِيُّ: كَانَ مِن أَهْلِ الفَضْلِ والأَدَبِ والدِّينِ والوَرَعِ.
- وقَالَ ابْنُ قَاضِي شُهْبَةَ: عَلاَّمَةٌ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ.
وَفَــاتُـــهُ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ شَوَّالٍ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وخَمْسِ مَائَةٍ (516 هــ)؛ وقَد بَلَغَ ثَمَانِينَ سَنَةً؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.