كثير من الأطباء التقليديين يعتبرون أن المريض يعاني من داء وهمي بدلا من الإقرار بوجود حالة باسم “متلازمة التعب المزمن”.
والسبب أن كثيرا منهم إما لا يصدقون بأن هذه الحالة موجودة فعلا، أو لا يفهمونها بما يكفي لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لكشفها. وهذا مؤسف لأن متلازمة التعب المزمن من شأنها أن تسبب تعبا يوميا عميقا لدرجة أن المريض لا يجد الطاقة الكافية للنهوض من السرير.
وحتى عندما يتم تشخيص الحالة، فإن العلاجات الطبية التي يتلقاها المريض لا تساعد على الشفاء، كما يشير جاكوب تايتلباوم، دكتور في الطب، طبيب في أنابوليس، ماريلاند.
ويقول: “عادة، يأمر الطبيب التقليدي مريضه بتناول مضاد للاكتئاب للتمكن من النوم وبممارسة الرياضة لمضاعفة الطاقة، وهذا كل شيء”. وهذا العلاج ليس غير فعال فحسب، بل من شأنه أيضا أن يكون ضارا، ذلك أن الرياضة قد تتسبب في تفاقم التعب المزمن إن أرهق المريض نفسه في التمارين.
ويعتقد د. تايتلباوم ومزاولون آخرون للطب البديل درسوا متلازمة التعب المزمن لعقود أنهم يعرفون سبب المشكلة والطرق الفعالة لحلها. ويقول د. تايتلباوم: “نعتقد بأن الخلل الأساسي الكامن وراء المرض هو في أفران الطاقة الموجودة في كل خلية والمعروفة باسم المتقدّرات (mitochondria)”.
والمتقدرات (ج المتقدرة) هي عبارة عن بنى مجهرية شبيهة بالكبسولة موجودة داخل الخلايا. وهي تنتج الطاقة – على شكل مادة كيميائية تسمى فوسفات الأدينوزين الثلاثي (adenosine triphosphate, ATP) – التي تغذي جميع وظائف الجسد. وإن طرأ خلل على وظيفة المتقدرات، قد لا تولد سوى تسع الكمية المطلوبة من الـ ATP، كما يفسر د. تايتلباوم.
بالتالي، للتغلب على متلازمة التعب المزمن، علينا مساعدة المتقدرات على إنتاج مزيد من هذه المادة المولدة للطاقة. وفي ما يلي بعض الطرق الطبيعية، الآمنة، والفعالة لمساعدة الجسد على استعادة طاقته.
ربما كنت مصابا بمتلازمة التعب المزمن إن كنت تعاني من التعب ومن ثلاثة على الأقل من الأعراض التالية لستة أشهر على الأقل: فقدان قصير الأمد للذاكرة (تشوش الذهن)، التهاب الحلق، ألم عضلي، ألم مفصلي، صداع، عطش متزايد، نوم غير منشّط، خلل وظيفي في الأمعاء، إنتانات متكررة أو متواصلة، و/أو تعب بعد الجهد الجسدي يدوم لأكثر من 24 ساعة. ويعاني مرضى التعب المزمن من عدد من المشاكل الصحية المتنوعة. ومن أكثرها شيوعا:
• نوم مضطرب (ألم عضلي ليفي)،يتقلص فيه طول العضلات وتصبح مؤلمة.
• قصور هورموني.
• ضعف مناعي يؤدي إلى إنتانات مزمنة، بما في ذلك فرط نمو خميري، التهاب الجيوب، إنتانات معوية، وغيرها.
• قصور غذائي.
ومن شأن طبيب صحة عامة أن يشخص الحالة ويصف علاجا فعالا. وعلى العلاج أن يكون موصوفا بحسب حالتك، ولكنه يشتمل عادة على أربع خطوات: مساعد على النوم، علاجات هورمونية، أدوية مضادة للفطريات والطفيليات لعلاج الإنتانات، وعلاج غذائي.
الماغنيزيوم وحمض الماليك: ضرورتان كيميائيتان
إن المتقدرات الموجودة في الخلايا لا تنتج الطاقة بمفردها. بل تحتاج إلى وجود كثير من المغذيات، بما في ذلك الماغنيزيوم ومادة كيميائية تدعى حمض الماليك، لمساعدتها على تحويل ذرات الغلوكوز (السكر) إلى الـ ATP المولد للطاقة. ويقول د. تايتلباوم: “من شأن هذه المغذيات أن تشكل فرقا كبيرا للأشخاص الذين يعانون من التعب المزمن”.
وهو يوصي باستخدام مكمل للماغنيزيوم/حمض الماليك يدعى Fibro-Care، يحتوي على المغذيات ماغنيزيوم غليسينات، فيتامين ب6، ثيامين، فيتامين ج، ومانغانيز، والتي جميعها ضرورية لتوليد الطاقة. ويعتبر الماغنيزيوم ضروريا بشكل خاص برأي د. تايتلباوم لأن المصابين بالتعب المزمن يعانون من قصور فيه عادة.
ويوصي د. تايتلباوم بتناول ستة أقراص من Fibro-Care في اليوم تحتوي بمجموعها على 450 ملغ من الماغنيزيوم و1.800 ملغ من حمض الماليك. ولكنه يحذر من أن هذه الجرعة من الماغنيزيوم قد تسبب إسهالا للبعض. في هذه الحالة، خفض الجرعة إلى قرص واحد أو قرصين في اليوم. ثم أضف قرصا أو اثنين كل 7 أيام إلى أن تصل إلى الجرعة الكاملة وهي ستة أقراص. بذلك تأخذ الأمعاء الوقت الكافي لتتكيف مع المكمل.
بعد ثمانية أشهر من تناول الجرعة الكاملة، يشعر معظم المرضى بالتحسن. عندها يمكنهم العودة إلى تناول قرصين في اليوم ومواصلة استعمال المكمل يوميا، كما يقول.
مكمل معدني/عديد الفيتامينات: يغذي الطاقة
يقول د. تايتلباوم: “لو كان علي تسمية أهم مكملين غذائيين لمتلازمة التعب المزمن، لكانا مكمل الماغنيزيوم وحمض الماليك والمكمل المعدني/عديد الفيتامينات”. فالمكمل المعدني/عديد الفيتامينات يؤمن، إن هو استعمل يوميا، كثيرا من المغذيات التي تحتاج إليها المتقدرات لتعمل بصورة فعالة وتنتج اكبر قدر من الطاقة.
ويوصي د. تايتلباوم باستعمال My favorite Multiple أو My favorite Multiple-Take One من ناترول، لأنهما الأكثر كمالا برأيه. وتناولهما وفقا للتعليمات الواردة في الوصفة. وبمقدورك استخدامهما على المدى البعيد، حتى بعدما تشعر بالتحسن، كما يرى د. تايتلباوم.
بوتاسيوم – ماغنيزيوم – أسبارات: حماية ثلاثية
تحتاج المتقدرات إلى مغذي الأسبارات لإنتاج الطاقة، كما يشير د. تايتلباوم. ولكن لكي يعمل الأسبارات، يجب أن يتحد كيميائيا بمعدني الماغنيزيوم والبوتاسيوم. ففي ثلاث دراسات، تبين أن 75 إلى 91 بالمئة من 3.000 مريض بمتلازمة التعب المزمن شعروا ببعض الراحة بعدما تناولوا مكمل البوتاسيوم – ماغنيزيوم – أسبارات. ولكن لا يتحتم عليك استعمال هذا المكمل إلا بإشراف الطبيب وعلمه.
NADH: الخطوة التالية في عملية مضاعفة الطاقة
لمساعدة الجسم على إنتاج واستعمال أعلى مستوى ممكن من الـ ATP المولد للطاقة، من المفيد استعمال مكمل يحتوي على NADH (وهو شكل من أشكال المادة الكيميائية نيكوتيناميد أدينين دينوكليوتيد الذي يحتوي على الهيدروجين)، كما يقول د. تايتلباوم. فهذا المركب يساعد الجسم برأيه على استعمال الـ ATP الذي ينتجه. وفي بحث أجري على المكمل، تبين أن 80 بالمئة من مرضى التعب المزمن الذين استعملوا المكمل لشهرين، لاحظوا تحسنا ملحوظا.
ويوصي د. تايتلباوم بتناول 10 ملغ في اليوم من NADH لشهرين على الأقل. وبما أن حمض المعدة يدمر المكمل، يجب أخذه بطريقة معينة. أبق المكمل بجانبك مع كوب من الماء، وتناوله على الريق في الصباح، حين يكون مستوى حمض المعدة منخفضا بشكل طبيعي. وينصح د. تايتلباوم بالانتظار لمدة 30 دقيقة قبل تناول مكملات أو أدوية أخرى (باستثناء هرمونات الغدة الدرقية) أو تناول الإفطار.
أسيتيل – كارنيتين: يخفف الوزن الزائد الناتج عن التعب المزمن
الأشخاص المصابون بالتعب المزمن يعانون عادة من انخفاض في معدل مغذي الكارنيتين. ويساهم هذا القصور في زيادة بمقدار 30 إلى 60 باوندا (13.6 إلى 27.2 كغ) من الوزن غالبا ما تظهر بعد ستة أشهر من المرض، كما يقول د. تايتلباوم. وتناول مكملات الكارنيتين يساعد الجسم على حرق الدهون وتوليد الطاقة بفاعلية أكبر، مما يساهم في تثبيت الوزن الزائد أو تخفيفه.
ويوصي د. تايتلباوم باستعمال المكمل بشكل أسيتيل – كارنيتين. تناول جرعة بمقدار 1.000 ملغ مرتين في اليوم لثلاثة أشهر. بعد ذلك، قلص الجرعة إلى 500 ملغ في اليوم واستمر بتناول هذه الكمية لمدة 3 أشهر أو حسب الحاجة.
والجدير بالذكر أن الأسيتيل – كارنيتين هو مكمل مرتفع الثمن، حوالى $1.50 لكل 1.000 ملغ عادة. ولتدوم العلبة لمدة أطول، يمكنك استخدامه بكمية أقل، 500 ملغ في اليوم مثلا. وستظل تحصل على بعض الفائدة من الجرعة المخفضة وهي بالتأكيد أفضل من لا شيء، كما يقول.
ولك الخيار أيضا باستعمال حمض اللايزين الأميني بالإضافة إلى الأسيتيل – كارنيتين، لأن الجسم يستعمل اللايزين لإنتاج الكارنيتين، كما يشرح د. تايتلباوم. وهو ينصح بالجمع بين الاثنين، وذلك بتناول 500 ملغ في اليوم من الكارنيتين مع 2.000 إلى 3.000 ملغ من اللايزين لمدة 3 أشهر، ومن ثمّ تخفيض جرعة اللايزين إلى 1.000 ملغ. استعمل الجرعة المخفضة لثلاثة أشهر أو حسب الحاجة. ويعتبر اللازين مفيدا بشكل خاص للمصابين بالتعب المزمن الذين يعانون أيضا من حلأ في الفم أو الأعضاء التناسلية، لأنه يساعد على السيطرة على الفيروس. ولكن احذر من استعماله بدون إشراف الطبيب وعلمه.
الأنزيم المساعد Q10: لمزيد من الطاقة
ومن المكملات الأخرى التي تساعد المتقدرات على إنتاج مزيد من الطاقة هو الأنزيم المساعد Q10، كما يشير د. تايتلباوم. ويوصي بتناول 100 ملغ في اليوم. ويضيف بأن تناول الأنزيم المساعد Q10 مع كمية صغيرة من الدهون، كملعقة صغيرة من زيت بزر الكتان، يساعد على امتصاصه بشكل أسهل.